
تشهد منصة الشباب بإقليم سيدي إفني دينامية متصاعدة في مجال دعم المبادرات المقاولاتية والإدماج الاقتصادي، في إطار تنزيل البرنامج الثالث للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث تحولت إلى فضاء محوري يفتح أمام الشباب آفاقاً جديدة للابتكار وبناء مشاريعهم الخاصة.
خلال دورة أبريل – ماي 2025، برزت المنصة كنقطة جذب أساسية بعد أن تقدم 149 شاباً وشابة بملفاتهم قصد الاستفادة من برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي”، حضر منهم 138 مشاركاً عرضوا أفكارهم أمام لجان متخصصة من خبراء وممثلين عن مؤسسات محلية، وسط أجواء تنافسية مشجعة على الإبداع.
الجماعات الترابية بالإقليم عرفت بدورها مشاركة واسعة، إذ تصدرت جماعة سيدي إفني القائمة بـ80 مترشحاً، تلتها ميرلفت بـ28، ثم الأخصاص بـ15، بينما اقتسمت جماعتا آيت الرخا وتيوغزة العدد نفسه.
وبموجب اتفاقية بين اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية و”جمعية اتحاد المقاولين الشباب” كمزود خدمة التنفيذ، كان من المقرر اختيار 30 مشروعاً فقط، غير أن حجم التفاعل والاهتمام دفع إلى توسيع اللائحة لتشمل 52 مستفيداً، وهو ما يعكس حجم الطلب والحيوية التي يعرفها قطاع ريادة الأعمال بالإقليم.

المرشحون الذين وقع عليهم الاختيار استفادوا من سلسلة ورشات ودورات تكوينية ركزت على إعداد دراسات السوق، تحليل الجدوى، الجوانب القانونية والجبائية، إضافة إلى تقنيات التواصل والعرض. وتوجت هذه المرحلة بتنظيم معسكر تدريبي مكثف (Bootcamp) يومي 22 و23 ماي 2025، تزامناً مع الذكرى العشرين لانطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث أتيحت لهم فرصة اختبار قدراتهم وعرض مشاريعهم في صيغ أكثر احترافية.
لاحقاً، وخلال شهر غشت، تم عرض المشاريع على اللجنة التقنية الإقليمية بكل من الأخصاص وسيدي إفني أيام 6 و7 غشت، من أجل التقييم وفق معايير دقيقة تمهيداً لانتقاء المشاريع القابلة للتمويل. ووفق الاتفاقية المبرمة، يرتقب أن تتم الموافقة على تمويل ما لا يقل عن 20 مشروعاً يثبت أصحابها جدوى أفكارهم وإمكانية نجاحها.
وقد تابع هذه العملية عن قرب كل من رئيس جمعية اتحاد المقاولين الشباب، محمد بتها، ورئيس برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، محمد العريبي، في إشارة واضحة إلى جدية الأطراف المتدخلة في مرافقة الشباب وتعزيز ثقتهم في مسارات التنمية المحلية.
إن نجاح هذه التجربة يعكس بوضوح الدور المتنامي لمنصة الشباب بسيدي إفني، ليس فقط كأداة للمواكبة والتكوين، بل كجسر فعلي يربط بين أحلام الشباب وفرص تحقيقها، بما يساهم في خلق دينامية اقتصادية واجتماعية تعزز فرص التشغيل الذاتي وتدعم مسار التنمية الشاملة بالإقليم.
