تنطلق هذا الأسبوع امتحانات الباكالوريا في دورتها العادية، وهو الموعد التربوي الأبرز الذي يشكل محطة حاسمة في المسار الدراسي للآلاف من التلاميذ. ويبلغ عدد المترشحين لهذه الدورة نحو 495 ألف مترشحة ومترشح، من بينهم حوالي 22 في المائة من الأحرار، فيما تمثل الإناث ما نسبته 52 في المائة من العدد الإجمالي.
وستجري الاختبارات داخل ما يقارب 1995 مركزاً موزعاً على مختلف الأقاليم، حيث ستتم تعبئة ما يقارب 30 ألف قاعة امتحان، مع إشراك أكثر من 50 ألف أستاذ في مهام الحراسة، بالإضافة إلى أزيد من 43 ألف أستاذ سيشرفون على تصحيح أوراق المترشحين، وذلك داخل 310 مركز تصحيح. كما ستتم مواكبة هذه العملية من طرف ملاحظين تم تعيينهم لتأمين ظروف جيدة ومضبوطة لهذا الاستحقاق الوطني.
في إطار تنزيل إصلاحات منظومة التعليم، اعتمدت الوزارة مجموعة من الإجراءات التي تروم تعزيز مصداقية ومهنية هذه المحطة، بدءاً من مراجعة مساطر تنظيم الامتحانات، ومروراً بتحديث آليات التصحيح ومعالجة النقاط، وانتهاءً بتكثيف عمليات المراقبة والتأطير، لضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المترشحين.
ولم تغفل الوزارة عن جانب تأمين الامتحانات، إذ تم اتخاذ تدابير مشددة للحفاظ على سرية المواضيع ومراقبة مختلف المراحل الحساسة، خصوصاً ما يتعلق باستنساخ وتخزين وتوزيع المواضيع، فضلاً عن اعتماد مقاربة وقائية وتحسيسية لمحاربة ظاهرة الغش، تمثلت في تنظيم حملات توعوية وتوزيع ملصقات تنبيهية داخل مراكز الامتحان، بالإضافة إلى تفعيل المساطر القانونية ضد كل محاولة للغش.
كما تم تجهيز مراكز الامتحان بفرق متخصصة مزودة بأجهزة الكشف عن الهواتف المحمولة، وذلك بهدف التصدي لكل الوسائل المستعملة بشكل غير قانوني أثناء اجتياز الامتحانات.
من جهة أخرى، تواصل الوزارة تعزيز رقمنة مسار الامتحانات من خلال منظومة “Sage Plus” التي تتيح للمصححين إدخال النقط بشكل مباشر بعد التصحيح، بما يسهم في تفادي الأخطاء وتقليص تدخل العنصر البشري في عملية الإدخال. وقد أصبح التصحيح التجريبي داخل لجان التصحيح إلزامياً لضمان توحيد معايير التقييم.
ولقد شهدت هذه الدورة أيضاً رقمنة مسطرة ترشيح الأحرار، وهو ما مكن من تسهيل الإجراءات الإدارية للمترشحين، اعتماداً على “هويتي الرقمية” لتأكيد الهوية وضمان صحة المعطيات.
وحرصت الوزارة، في هذا السياق، على توفير دليل محين للمترشحين يتضمن معلومات مرجعية شاملة، ووضعت رهن إشارتهم نسخاً إلكترونية من مواضيع السنوات السابقة وعناصر الإجابة الرسمية، إلى جانب نصوص القانون المتعلق بزجر الغش في الامتحانات المدرسية.
ويفتح باب الترشح لاجتياز امتحانات الباكالوريا بصفة “مترشح حر” كل سنة ابتداءً من فاتح نونبر، شريطة استيفاء شروط معينة من بينها إنهاء الدراسة في السلك الثانوي الإعدادي منذ سنتين على الأقل، وألا يكون المترشح قد سبق له الحصول على الشهادة في نفس المسلك، وألا يكون اسمه وارداً ضمن لائحة الممنوعين من الترشح بسبب الغش في الدورة السابقة.