بمناسبة الذكرى العشرين لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، احتضن مجمع الصناعة التقليدية بمدينة العيون، يوم الجمعة 23 ماي 2025، ندوة هامة تمحورت حول الدور المحوري الذي يلعبه الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في النهوض بالتنمية المحلية. وقد نُظم هذا الحدث بشراكة مع ولاية جهة العيون الساقية الحمراء ومكتب تنمية التعاون، في إطار جهود تعزيز إشعاع هذه المبادرة الملكية التي شكلت على مدى عقدين رافعة أساسية للإدماج الاجتماعي والتمكين الاقتصادي للفئات الهشة.
شكل اللقاء محطة لتقييم ما تحقق من منجزات داخل قطاع الصناعة التقليدية، الذي يُعد من بين القطاعات الحيوية التي استفادت بشكل ملموس من برامج المبادرة، سواء عبر دعم التعاونيات، أو توفير فضاءات للإنتاج والتسويق، أو عبر التكوين المستمر للفاعلين في المجال. وقد عرف اللقاء حضور عدد من الشخصيات الرسمية والفاعلين المحليين، على رأسهم السيد محمد سالم بويجة، المدير الجهوي للصناعة التقليدية بالعيون، والسيد مصطفى بن ليمام، رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء.
كما عرفت الندوة مشاركة فعالة لأزيد من 100 تعاونية، أغلبها نسائية، ما يعكس الدينامية المتزايدة التي يعرفها هذا القطاع، ودوره البارز في خلق فرص الشغل وتحقيق الاستقلالية الاقتصادية للمرأة. وتم خلال الندوة التأكيد على أهمية مواصلة دعم هذا القطاع، وتعزيز التقائية السياسات العمومية الرامية إلى تثمين التراث اللامادي وتطوير قدرات الحرفيين والحرفيات.
وقد تميز هذا اللقاء بحضور نسائي لافت، جسدته مشاركة مكثفة للنساء الحرفيات والفاعلات الجمعويات، اللواتي عرضن تجارب ملهمة في مجال الابتكار والإبداع داخل قطاع الصناعة التقليدية. كما عبرن عن اعتزازهن بالدور الذي لعبته المبادرة الوطنية في دعم مشاريعهن وتحسين ظروف عملهن، مما ساهم في الرفع من جودة منتجاتهن وتوسيع دائرة تسويقها، سواء على المستوى المحلي أو الوطني.
وإلى جانب الطابع الاحتفالي، شكل هذا اللقاء مناسبة لتبادل التجارب بين الفاعلين، وتسليط الضوء على قصص نجاح ملهمة، جسّدت أثر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على واقع الصناع التقليديين، وحفّزت المشاركين على مواصلة الانخراط في مسار تنموي يرتكز على الكرامة والإبداع والمشاركة المجتمعية.
