برعاية سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، احتضنت مدينة العيون يوم الأحد 4 ماي 2025 فعاليات النسخة الجديدة من الملتقى الفيدرالي للمرحوم حمودي بوحنانة لألعاب القوى. هذا الحدث الرياضي الهام نظمته جمعية الساحل لألعاب القوى، بتنسيق مع عصبة جهة العيون الساقية الحمراء، وتحت إشراف الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى، على مضمار الحلبة المطاطية بحي الوفاق، تحت شعار: “الرياضة رافعة للتنمية وآفاق مشرقة بالأقاليم الجنوبية.”
وقد شهدت هذه التظاهرة مشاركة واسعة لعدد من الأندية الرياضية من مختلف جهات المملكة، حيث تنافس الرياضيون في أجواء يسودها الحماس والانضباط، ما ساهم في تعزيز الروح الرياضية، وتبادل الخبرات بين الفرق المشاركة. كما شكل هذا الحدث فرصة للطاقات الشابة لإبراز مؤهلاتها في مختلف المسابقات.
عرف الملتقى حضور وفد رسمي كبير يتقدمه السيد مولاي حمدي ولد الرشيد، رئيس جماعة العيون ورئيس عصبة الصحراء لألعاب القوى، إلى جانب الكاتب العام لولاية جهة العيون الساقية الحمراء، ورئيس المجلس الإقليمي، ونائب رئيس الجهة، ووالي أمن العيون، وباشا المدينة، بالإضافة إلى شخصيات رياضية وفعاليات مدنية. كما حضر السيد مولاي لمباركي، عضو المكتب المديري للجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى ونائب رئيس العصبة الجهوية، مما أعطى للمناسبة طابعًا رسميًا واحترافيًا يعكس حجم الاهتمام الذي تحظى به الرياضة بالمنطقة.
في سياق متصل، أكد عدد من المتدخلين أهمية مثل هذه المبادرات التي تخلد لرموز رياضية وطنية من قبيل المرحوم حمودي بوحنانة، الذي أسدى خدمات جليلة لألعاب القوى بالأقاليم الجنوبية، وأسهم في تأطير أجيال متعددة من الرياضيين. ويعد هذا التكريم عربون وفاء واعتراف بما قدمه الفقيد للرياضة الوطنية.
الملتقى شكل أيضًا محطة لتسليط الضوء على البنية التحتية الحديثة التي تتوفر عليها مدينة العيون، والتي تؤهلها لاحتضان تظاهرات رياضية من المستوى العالي، بفضل الدعم المتواصل الذي تحظى به من قبل مختلف المؤسسات، والجهود المبذولة على مستوى التنظيم والتأطير، بما يعزز من إشعاع المدينة وطنياً وجهوياً.
إلى جانب المنافسات الرياضية، تم تنظيم فقرات ترفيهية وثقافية موازية، مما أضفى طابعًا احتفاليًا على الحدث، وساهم في استقطاب جمهور غفير من مختلف الفئات، في مشهد يعكس التفاعل المجتمعي الإيجابي مع الرياضة كرافعة للتنمية والاندماج.
وفي ختام هذه التظاهرة، أقيم حفل تكريمي تم خلاله توزيع شواهد تقديرية ودروع رمزية على عدد من الشخصيات والمؤسسات التي ساهمت في إنجاح الملتقى، إضافة إلى تكريم الفرق المشاركة والضيوف القادمين من مختلف المناطق. وقد طبع الحفل جو من الامتنان والاحتفاء، وسط إشادة من الحاضرين بحسن التنظيم وروح التعاون التي ميزت الحدث.
ويؤكد هذا الموعد الرياضي، مرة أخرى، أن العيون باتت من المدن الرائدة في تنظيم الملتقيات الرياضية الوطنية، وهو ما يعزز مكانتها كقطب رياضي واقتصادي وثقافي، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية، الرامية إلى الدفع بالتنمية الشاملة في الأقاليم الجنوبية، وجعلها نموذجًا للنهضة المتكاملة.
