
تحول جناح الولادة بالمستشفى الاقليمي بالسمارة من مكان يفترض ان يكون رمزا للامل والحياة، الى فضاء مأساوي شهد فقدان رضيعة لم تعش سوى ساعات قليلة. فقد تعرضت الام اثناء عملية الوضع لمضاعفات خطيرة ادت الى تدهور وضع المولودة، ما اضطر اسرتها الى نقلها بسرعة نحو مصحة خاصة بمدينة العيون، غير ان محاولات انقاذها لم تجد نفعا، لتفارق الحياة وسط صدمة كبيرة لعائلتها.
هذه الحادثة المؤلمة اشعلت موجة غضب واسعة في اوساط الساكنة، التي رأت فيها انعكاسا واضحا لاختلالات متكررة يعرفها قطاع الصحة بالاقليم، بدءا من ضعف التجهيزات الطبية وغياب الاطر المتخصصة، وصولا الى ما يعتبره البعض استهتارا بحياة المواطنين.
والد الرضيعة الذي يعيش ألم فقدان ابنته، اكد تمسكه باللجوء الى القضاء من اجل تحميل المسؤولية لكل من قصر او اهمل، مبرزا عزمه على المضي في هذا الملف حتى تتحقق العدالة وينال كل طرف جزاءه.

وقد باشرت السلطات المختصة اجراءات التحقيق في القضية، حيث جرى الاستماع الى عدد من الاطر الطبية والادارية للوقوف على حيثيات ما جرى وتحديد المسؤوليات.
وتأتي هذه الفاجعة في وقت يشهد المغرب تصاعدا في وتيرة الاحتجاجات الشعبية بسبب تدهور الاوضاع الصحية في العديد من المستشفيات، حيث يشتكي المواطنون من ضعف الخدمات الطبية ونقص الموارد البشرية والادوية، اضافة الى عدم تحمل بعض الاطر الطبية لمسؤولياتها تجاه المرضى.
وفاة هذه الرضيعة لم تكن حدثا معزولا، بل ناقوس خطر جديد يضاف الى سلسلة من الوقائع التي تفضح واقع المنظومة الصحية بالسمارة وبمدن اخرى، وتؤكد الحاجة الملحة الى اصلاحات جذرية تعيد الثقة للمواطن وتضمن حقه في التطبيب والرعاية الصحية اللائقة.
