
انتخب اتحاد شمال إفريقيا لكرة القدم UNAF يوم 10–11 سبتمبر 2025 السيدة خديجة إيلا ابنة مدينة العيون رئيسة للجنة الكرة النسائية بالاتحاد وذلك بالإجماع خلال اجتماع عقد بالعاصمة التونسية. تخدم إيلا حاليا كرئيسة للعصبة الوطنية لكرة القدم النسوية وتترأس كذلك النادي البلدي النسوي بمدينة العيون ما يجعل انتخابها تتويجا لمسار طويل من العمل المحلي والوطني في تطوير كرة القدم النسوية بالمغرب.
خديجة إيلا لم تأتِ إلى هذا المنصب صدفة فقد برزت أولا على مستوى مدينة العيون من خلال مبادرات على الأرض لتأهيل الفتيات وتمكينهن من الولوج إلى الملاعب ثم امتد دورها إلى رئاسة العصبة الوطنية لكرة القدم النسوية ومشاركاتها ضمن هياكل القارة مثل لجان تنظيمية في مسابقات إفريقية سابقة. هذا الجمع بين الخبرة الميدانية والوجود داخل المؤسسات الكروية أعطاها مصداقية لدى الدول الأعضاء في اتحاد شمال إفريقيا.
أوضحت التقارير أن اللجنة التي ستترأسها إيلا تضم أعضاء من دول شمال إفريقيا تونس الجزائر ليبيا مصر بما يضمن تنوع التمثيل والعمل المشترك على ملفات محددة مثل تنمية القاعدة وتنظيم مسابقات إقليمية للسيدات وتأهيل المدربات والحكمات وبرامج تكوين إداريات الأندية النسوية. انتخابها بالإجماع يعكس توافقا إقليميا على ضرورة إعطاء دفع قوي لمشاريع لكرة نسائية أكثر تنظيما واحترافية.

انتخاب قيادية من مدينة العيون يرسل رسالة واضحة عن شمولية تمثيل المغرب وإتاحة الفرصة لقادة من الأقاليم الجنوبية للمساهمة في قرارات إقليمية. الإشراف على ملفات إقليمية يعطي النموذج المغربي والعرائضي للمرأة الصحراوية فرصة عرض تجارب ناجحة في تأطير الفتيات وإدارة مسابقات محلية ووطنية. وجود رئيسة لجنة من المغرب يسهل على العصبة الوطنية إيجاد شراكات مع الاتحاد الإقليمي ومع الجهات المانحة لتطوير البنية التحتية والبرامج.
بناء على التركيبة الوظيفية للجان النسائية في الاتحادات الإقليمية من المتوقع أن تركز قيادة خديجة إيلا على محاور عملية قابلة للتنفيذ خلال الفترة القادمة، مثل تطوير مسابقات نسوية إقليمية للشباب تفتح مسارات للمنتخبات الوطنية وللكشاف على المواهب، برامج تدريب للحكمات والمدربات بالتعاون مع الكاف والاتحادات الوطنية لتحسين جودة المنافسات، ورشات إدارية وقانونية لتمكين إدارات الأندية النسوية من استدامة مشاريعها ماديا وتنظيميا، وحملات توعية مجتمعية لكسر الحواجز الثقافية التي لا تزال تحول دون مشاركة بعض الفتيات في الرياضة.
التحديات تشمل تفاوت الإمكانيات بين الدول الأعضاء في البنية التحتية، ندرة ميزانيات مخصصة للقطاع النسوي، والحاجة لكسر بعض القيود الاجتماعية في مناطق محددة. أما الفرص فتتمثل في تزايد اهتمام الاتحادات القارية CAF والجهات الدولية بدعم كرة القدم النسوية ونجاحات المغرب كمثال إقليمي قاد لرفع سقف الطموحات، استضافة بطولات، وبرامج تكوين، ما يمنح لجنة إيلا فرصة ملموسة لتحريك ملفات إنتاجية.
انتخاب خديجة إيلا رئيسة للجنة الكرة النسائية باتحاد شمال إفريقيا ليس مجرد حدث إداري بل هو علامة بارزة على بروز قيادات نسوية من مناطق الأقل تمثيلا وعلى رغبة إقليمية في الدفع بتنمية شاملة للعبة لدى النساء. نجاح ولايتها سيقاس بمدى ترجمة الوعود إلى برامج عملية على الأرض، مسابقات منتظمة، تكوين مستدام وفتح آفاق احترافية للاعبات ومدربات وإداريات من شمال إفريقيا والعالم العربي.
