afterheader desktop

afterheader desktop

after Header Mobile

after Header Mobile

ندوة حول “التبراع”: الشعر النسائي الصحراوي من الممارسة إلى التوثيق ضمن فعاليات مهرجان امكار طانطان

ocp


مدينة الطانطان، وفي إطار فعاليات النسخة الثامنة عشرة من موسم الطانطان، تحتضن اليوم الأحد ندوة ثقافية تحت عنوان “الشعر النسائي في الصحراء “التبراع من الممارسة إلى التوثيق” بتنظيم من مؤسسة أموكار، وبشراكة مع عدد من جمعيات المجتمع المدني المحلية، في سعي متجدد لإبراز غنى وتنوع الثقافة الحسانية، وترسيخ حضورها ضمن البرنامج الثقافي للموسم.


وقد افتتحت الندوة بكلمة ألقيت نيابة عن السيد رئيس مؤسسة أموكار، حيث أكد في كلمته أن الندوة الثقافية الرئيسة تمثل محطة سنوية أساسية ضمن برنامج موسم الطانطان، تسعى المؤسسة من خلالها إلى اختيار مواضيع ترتبط بعمق بخصوصيات المجتمع الصحراوي، وتسليط الضوء على أوجه الإبداع المحلي. وأضاف أن موضوع هذه السنة يكتسي أهمية خاصة لكونه يحتفي بالتبراع، باعتباره فناً شعرياً نسائياً يعبر عن الذات، ويمنح للمرأة البيضانية مساحة من التعبير الحر في سياق مجتمعي محافظ.

ocp


ويعد التبراع شكلاً فريدًا من الشعر الحساني، ابتكرته النساء الصحراويات للتغزل بالرجل ضمن بيئة مغلقة تطغى عليها التقاليد، حيث لا يسمح للمرأة بالتعبير العلني عن مشاعرها. فجاء هذا الشعر كوسيلة أنيقة وخفية للتعبير عن العاطفة، محافظاً في الوقت نفسه على القيم الاجتماعية التي تتسم بالحشمة. التبريعة، التي تنظم على شطرين متوحدي القافية، تمثل بذلك صوتاً خافتاً جريئاً ينبثق من قلب الصحراء.


وأشار المتحدث إلى أن التبراع، رغم تصنيفه ضمن الشعر الحساني أو “لغن”، يتميز ببنية مختلفة تتناسب مع رقة التاء المؤنثة، كما وصفها بعض الباحثين. ورغم بدايته العاطفية، فقد شهد هذا الفن تطوراً ملحوظاً، وأصبحت التبريعات تعكس قضايا وطنية وإنسانية، ما يدل على وعي المرأة الصحراوية بقضايا محيطها، وقدرتها على تحويل هذا الفن إلى أداة للتعبير عن مواقفها وتطلعاتها.


وشدد المتحدث على أن هذا اللون من الشعر ليس فقط تجلياً فنياً، بل دليل على تقدير واحتفاء المجتمع الحساني بإبداع المرأة، كما يعكس قوة شخصيتها وقدرتها على فرض حضورها الثقافي، دون الإخلال بالقيم الاجتماعية التي تضبط سلوكها وتفكيرها. وذكر بالمجهودات المبذولة في سبيل توثيق هذا التراث، وعلى رأسها مبادرة أكاديمية المملكة المغربية، التي نشرت مؤلفاً مهماً يحتوي على عدد كبير من التبريعات مترجمة إلى الفرنسية، ما يشكل خطوة نوعية نحو صون هذا الفن من الضياع، وجعله متاحاً للباحثين والجمهور الواسع.


الندوة التي عُقدت اليوم بمدينة الطانطان شهدت مشاركة باحثات مقتدرات وشاعرات مبدعات إلى جانب عدد من المختصين المهتمين بالشعر الحساني، حيث تمت مناقشة الجوانب الفنية واللغوية والاجتماعية للتبراع، في ظل العلاقة الجدلية بين الفن والواقع، وضمن سياقات تعكس حضور الذات النسائية في فضاء الإبداع والتعبير. وقد عبر المنظمون عن أملهم في أن تسفر هذه الندوة عن توصيات عملية تسهم في تعزيز جهود التوثيق والنشر، وتدعم استمرار هذا الفن النسائي الأصيل كجزء حي ومتجدد من الذاكرة الثقافية الحسانية.

ocp
تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد